في الوقت الذي يحصد فيه وباء كورونا أرواح الآلاف عبر العالم يسارع الأطباء والباحثون لإيجاد دواء يمكنه القضاء على فيروس كوفيد 19.
وتتسابق الدول بما تمتلكه من مختبرات وباحثين كالولايات المتحدة والصين وألمانيا وفرنسا لتكون "مخلص البشرية" من الوباء الذي انتشر عبر العالم وفرض حالة حجر صحي لقرابة مليار نسمة كما أوقف اقتصادات دول كبرى.
وفي سعي لعلاج المصابين، جرّب المختصون عددا من الأدوية المستخدمة من قبل في علاج أمراض وفيروسات مشابهة للكورونا، ويبدو أن دواء "كلوركين" يعطى نتائج إيجابية.
العقار استخدم من قبل في علاج المصابين بداء الملاريا، وهو معروف أيضا باسم نيفاكين.
ووفق مدير المعهد الجامعي للمستشفيات لمرسيليا البروفيسور ديدييه راولت، فإن تأثير هذا الدواء ، المعروف تحت الاسم العام للكلوروكين مذهل.
وأكد البروفيسور أن 24 مريضًا مصابًا بالفيروس كورونا تلقوا بلاكينيل (وهو أحد الأسماء التجارية للكلوروكين) وأنه بعد ستة أيام فقط، تعافى 75 بالمائة منهم فيما لا يزال 25 بالمائة منهم فقط حاملين للفيروس.
بينما 90 بالمائة من أولئك الذين لم يتلقوا هذا العلاج لا يزالون مرضى.
وعقب هذه النتائج ، قال المختبر الفرنسي للأدوية "سانوفي" إنه مستعد لتقديم ملايين الجرعات من دواء بلاكنيل المخصص لعلاج الملاريا للسلطات الفرنسية من أجل مكافحة كوفيد-19، والتي يمكن أن تعالج 300 ألف مريض.
وقام المعهد بتنزيل مقطع فيديو مدته 18 دقيقة على موقع يوتيوب يشرح فيه البروفيسور راولت بالتفصيل نتائج دراسته.
ووصفت الحكومة الفرنسية نتائج تطبيق الدواء بأنها "واعدة"، لدرجة أن التجارب السريرية للكلوروكين "سيتم توسيعها".
وقالت المتحدثة باسم الحكومة سيبيث ندياي "أرادت وزارة "صحة" تمديد هذه التجارب السريرية، التي سيتم تكرارها على عدد أكبر من المرضى،.. ستجرى هذه الاختبارات الجديدة مع فريق مستقل عن البروفيسور راولت ".
وأوضحت ندياي أنه في هذه المرحلة ، "ليس لدينا دليل علمي" على أن هذا العلاج ناجح. لكن ثمة تحفظ من قبل العديد من الخبراء أيضًا في حالة عدم وجود مزيد من الدراسات، كما أن هناك مخاوف من الآثار الجانبية لهذا الدواء، التي قد تكون خطيرة ، خاصة في حالة الجرعة الزائدة.
هل تكون فرنسا السباقة لدواء كلوروكين؟
وكانت دراسة صينية يرجع تاريخها إلى فبراير شباط الماضي قد ذكرت فعالية الكلوروكين بعد اختباره على أكثر من 100 مريض.
ويوضح البروفيسور فرانسوا بريكاير، الرئيس السابق لقسم الأمراض المعدية في مستشفى بيتيه سالبيرتير بفرنسا : "لقد قدمت "الدراسة " بصيص أمل، لكن سرعان ما تم نسيانها قبل أن يقدم فريق مرسيليا هذه النتائج".
من جانبه ذكر البروفيسور جان دانيال ليليفر وهو طبيب الأمراض المعدية في مستشفى هنري موندور في كريتيل بفرنسا أنه يجب احترام القواعد العلمية
والتوقف عن التصريحات الاعلامية "نحن لم نصنع الدواء المعجزة بعد" مضيفا أن هناك تجارب أخرى جارية على جزيئات أخرى، ومن المثير للجزع أن يقوم العلماء بتصريحات كبيرة حول آثار الدواء دون حتى رؤية نتائجهم أو تم التحقق من صحتها من قبل نظرائهم".
وسجّلت فرنسا 674 وفاة منها 112 وفاة سجّلت في الساعات الأربع والعشرين الماضية وبلغت حصيلة الإصابات 16018.
وأدى انتشار فيروس كورونا المستجد إلى وفاة 15189 شخصاً حول العالم، غالبيتهم في أوروبا، بحسب تعداد أعدته وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية الاثنين عند الساعة 11,00 ت غ.
وشخصت أكثر من 341 ألف حالة رسمياً في 174 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء. ولا يعكس هذا الرقم إلا جزءا من العدد الحقيقي للإصابات حيث أن العديد من الدول لا تجري فحصاً إلا للحالات التي تستدعي علاجاً في المستشفى.
URL تعقيب: https://www.ansarpress.com/arabic/14950
الكلمات: